مركبة "ستارلاينر" الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة "بوينغ" الأمريكية

الفضاء

مركبة
صورة أرشيفية
انسخ الرابطhttps://r.rtarabic.com/xi2b

تم أمس تأجيل إطلاق مركبة CST-100 Starliner الفضائية إلى محطة الفضاء الدولية مرة أخرى إلى 17 مايو المقبل.

وهذه ليست المرة الأولى، علما أن التأجيلات وتغيير المواعيد والإلغاءات تلاحق تلك المركبة الفضائية منذ تصنيعها من قبل شركة "بوينغ الأمريكية.

يذكر أن شركة "بوينغ" تولت تصنيع مركبة فضائية مأهولة جديدة عام 2010 عندما اتضح أن برنامج Space Shuttle الأمريكي يتلاشى تدريجيا مع تكلفته التي بلغت 400 مليار دولار، ولا يوجد برنامج آخر يمكن أن يحل محله. وخصصت "ناسا" 180 مليون دولار لدعم "بوينغ" في سعيها إلى تطوير المركبة الجديدة التي قد عرضت الشركة مظهرها الخارجي وأطلقت عليها اسم CST-100، وكان من المفترض آنذاك أن CST-100 ستحقق أول رحلة فضائية لها بحلول عام 2015. وبدأت سلسلة من التأجيلات والإلغاءات أولا إلى عام 2016، ثم إلى عام 2017.

مع ذلك فإن "بوينغ" فازت عام 2014 بمسابقة تقديم خدمات الرحلات الفضائية المأهولة إلى محطة الفضاء الدولية إلى جانب شركة "سبيس إكس" التابعة لـ إيلون ماسك. وعلى الرغم من فوز الشركتين في المسابقة تلقت "بوينغ"  4.2 مليار دولار لتصنيع المركبة الجديدة في الوقت الذي تلقت "سبيس إكس" 2.4 مليار دولار فقط.

وركزت شركة "بوينغ" أولا على تكنولوجيات جديدة في تصنيع المركبة الفضائية المأهولة من جيل جديد وصاروخ من جيل جديد من طراز Atlas V ووحدة التسريع الجديدة من طراز "سنطور". إلا أن مشاكل تصميمية أجبرت الشركة على تأجيل إطلاق المركبة. واتضح لاحقا أن CST-100 لا تعتبر جيلا جديدا في صناعة المركبات الفضائية، كما إنها لا تعتبر اختراقا تكنولوجيا،  ومشروعها التصميمي يمكن مقارنته بمشروع Crew Dragon لشركة "سبيس إكس" ومشروع "أوريول" للمركبة الروسية الواعدة وكذلك المركبة الفضائية الصينية المأهولة.

لكن "سبيس إكس" أطلقت مركبتها Crew Dragon عام 2020. أما "بوينغ" فأجلت إطلاق CST-100 إلى عام 2021، ثم إلى عام 2022 .

وفي نهاية المطاف أطلقت الشركة في 19 مايو عام 2022 مركبتها التي التحمت بمحطة الفضاء الدولية وعادت بعد 4 أيام على الأرض.

في السنوات الأخيرة الماضية، كان لدى شركة بوينغ الكثير من المشاريع التي تمضي قدما ولا يمكن إكمالها. ويمكننا أن نتذكر هنا المشاكل المتعلقة بصاروخ (SLS)، وتحطم طائرة Boeing 737 MAX والبناء طويل الأمد للصهريج الطائر العسكري KC-46، وانضمت إليها كذلك المركبة الفضائية المأهولة من طراز "أوريون" التي تبدو جاهزة منذ فترة طويلة والتي تبيّن فجأة أن الحماية الحرارية الخاصة بها تعاني من عيوب خطيرة. من الواضح أن Starliner  قد دخلت تلك السلسلة على الرغم من أن المشروع لا يبدو الأكثر صعوبة، ولكن هناك مشاكل تقنية وتأخيرات ومحاولات لحل المشكلات عن طريق تمويل إضافي.

ويمكننا القول في الختام أن محاولة وكالة "ناسا" لتطوير مركبتين فضائيتين مأهولتين في وقت واحد باءت بالفشل. وبدلا من المنافسة والرحلات البديلة، انتقل العمل كله إلى Crew Dragon التابع لشركة "سبيس إكس"، أما مشروع  CST-100 الذي كان في البداية هو المفضل، قد تأخر بالفعل، ولولا حيلة إيلون ماسك، لكان رواد الفضاء الأمريكيون يحلقون على متن مركبة الفضاء الروسية "سويوز" على الرغم من الاستثمارات المالية. ويعد وضع Starliner انعكاسا مثاليا لمشاكل الإدارة النظامية التي تواجهها شركة "بوينغ" الأمريكية.

المصدر: تاس

 

موافق

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا