داخل قبر لأكثر من شهرين!
كما يحدث غالبا في الكوارث، لم يتوقع أحد بين 33 شخصا من عمال منجم "سان خوسيه" في صحراء "أتاكاما" في شمال تشيلي ما سيجري لهم في 5 أغسطس 2010 على عمق 700 متر.
كانوا في أعماق منجم في منطقة تبعد عن العاصمة سانتياغو 725 كيلو مترا، إلا أن هذه المسافة أصبحت لأيام واسابيع طويلة بعيدة المنال، كما ضوء الشمس على سطح الأرض عند المخرج، وكانت تفصلهم عنه حوالي 5 كيلو مترات.
في ذلك اليوم من شهر أغسطس 2010، وقعت كارثة في المنجم قطعت طريق الخروج على 33 من العمال بانهيار المنحدر الرئيس المؤدي إليه.
سقطت فجأة حجارة ضخمة من السقف. انهارت كتلة متراصة ضخمة تزن 700000 طن بالقرب من عمال المنجم، وكانت أعمارهم تتراوح بين 19 و60 عاما.
وجد الرجال أنفسهم فجأة محاصرين في أعماق الأرض. انسحب العمال إلى ملجأ طوارئ صغير ولم يكن توجد فيه إلا كمية قليلة من الطعام لا تكفي إلا ليومين أو ثلاثة. هناك ارتموا على الأرض متراصين وانتظروا في هلع وصول النجدة. صلوا كي تأتي سريعا قبل فوات الأوان.
لم يعرف أحد في الأعلى مصير عمال المناجم وهل نجوا من الانهيار أم راحوا ضحيته. أثناء قيام رجال الإنقاذ بالمحاولة الأولى للوصول إلى داخل المنجم والبحث عن ناجين، حدث انهيار ثان. تضاءلت الآمال أكثر في نجاة العمال، لكن أقاربهم نجحوا في لفت انتباه وسائل الإعلام العالمية للكارثة. لولا ذلك لكانت السلطات التشيلية أوقفت عميلة الإنقاذ لاعتقادها بعدم وجود ناجين.
عملية الإنقاذ الدولية التي جرت تعرضت للعديد من العراقيل والصعاب، منها خرائط المنجم القديمة وسقوط المزيد من الصخور. عمال المنجم المحاصرون هم أيضا مع مرور الأيام لم يكونوا واثقين من أنهم سيرون النور مرة ثانية.
كان لا بد من تنفيذ عملية إنقاذ معقدة للوصل إلى أعماق المنجم وانتشال الأحياء. وكان ذلك ستطلب الكثير من المال. بسبب الضجة الإعلامية الكبيرة أصبحت عملية الإنقاذ مهمة الحكومة التشيلية الأولى.
بذلت الكثير من الجهود وطلبت الحكومة المساعدة من شركات الحفر. شارك أكثر من 600 مهندس وعامل إنقاذ في هذه العملية الصعبة. لاحقا قدّرت الحكومة ما أنفق على عملية الإنقاذ بأكثر من 22 مليون دولار.
الكثيرون في جميع أنحاء العالم ترقبوا وقتهم الأنباء من تشيلي حول مصير عمال المنجم. لمدة 17 يوما من عملية الإنقاذ لم يكن يُعرف هل هم أحيا أم أموات. ما زاد من اليأس أن كمية الطعام المتوفرة والمكونة من التونة المعلبة كانت قليلة جدا، والمياه لا تكفي إلا بضعة أيام.
رجال الإنقاذ تمكنوا أخيرا في 22 أغسطس 2010 من الحفر عميقا ووصل مثقابهم إلى الملجأ. حين شق المثقاب الصخور ودخل إلى المحاصرين داخله، غمرتهم فرحة عارمة لا حدود لها. وعندما رفع عمال الإنقاذ المثقاب إلي السطح وجدوا قصاصة على رأسه: "نحن على قيد الحياة. يوجد 33 شخص هنا".
بعد ذلك تم التواصل مع العمال المحاصرين في أعماق المنجم. تمكن هؤلاء من التحدث إلى أسرهم. وجرى تزويدهم بالطعام والماء والأدوية والكتب والمجلات.
كي تتم عملية الإنقاذ ويُنتسل العمال المحاصرون، كان يتوجب استخدام كبسولة خاصة كانت صنعت في البحرية التشيلية بمساعدة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". قبل ذلك تطلب الأمر حفر نفق بقطر 70 سنتمتر بواسطة مثقاب هيدروليكي خاص، كي تتحرك الكبسولة داخله وصولا إلى الأعماق حيث الملجأ.
نفذت هذه العملية المعقدة بنجاح. وجرى في 12 أكتوبر بعد 68 يوما من انهيار المنجم، انتشال الرجال العالقين الـ 33 الواحد بعد الآخر وإخراجهم إلى سطح الأرض.
خرج هؤلاء من القبر الذي دُفنوا فيه أحياء وهم يرتدون نظارات واقية خاصة حتى لا تعمي أبصارهم أشعة الشمس. المشرف على فريق العمل في هذه المناوبة واسمه لويس أورسوا وعمره 54 عاما، كان آخر الخارجين إلى النور.
عانى الناجون لاحقا من الكثير من المشاكل وصعوبات حياتية متنوعة. لكنهم في مواجهة هذه الكارثة كانوا أبطال أكبر عملية إنقاذ من نوعها. لم يستسلموا، تمسكوا بالحياة وحافظوا على أرواحهم بتقسيط مخزونهم من الغذاء إلى حصص صغيرة كل يوم، ما مكنهم من البقاء أحياء إلى أن جاء الفرج.
المصدر: RT
إقرأ المزيد
قصة بونابرت مع مدرس اللغة الألمانية.. "سيبقى الإمبراطور أحمقا إلى الأبد"!
وصل الإمبراطور نابليون بونابرت إلى "سانت هيلينا" في 17 أكتوبر 1815. لم تكن تلك الرحلة نزهة بحرية أو فتحا عسكريا. نقله البريطانيون إلى سجنه ومنفاه الأخير في هذه الجزيرة النائية.
القطط المقدسة والشريرة!
أحاطت القطط بالبشر منذ القدم، وأصبحت رفيقتهم في الأرياف وفي المدن وفي كل مكان تقريبا. تتمسح بأرجلهم، تهز ذيولها محدقة بعيونها المتوقدة البراقة تطلب الود والاهتمام.
جاك السفاح الذي أرعب لندن وضحك على الشرطة من قبره
وصلت إلى أيدي المحققين في العاصمة البريطانية في 15 أكتوبر 1888 "رسالة من الجحيم". المُرسل كان "السفاح جاك" الذي ارتكب سلسلة جرائم قتل وحشية في فترة عُرفت بـ"خريف الرعب".
الجاسوسة الأكثر إغراء في القرن العشرين!
توصف ماتا هاري بالجاسوسة الأكثر إغراء وغموضا في القرن العشرين. لم تكن جاسوسة عادية بل مومس للشخصيات الرفيعة وعميلة مزدوجة، يعتقد أنها لعبت أدوارا خطيرة في الحرب العالمية الأولى.
وحش بشري على بُعد آلاف الأميال من ضحيته!
كانت الفتاة الكندية القاصر أماندا تود تحلم بأن تصبح مغنية شهيرة. جعلت من مواقع التواصل الاجتماعي منصة للتواصل مع الآخرين ولشق الطريق إلى هدفها. هناك ترصدها "ذئب بشري".
جبر الخواطر في أستراليا!
عبر الأستراليون في استفتاء "صوت في البرلمان" في 14 أكتوبر 2023 عن رفضهم الشديد لاقتراح بالاعتراف بالسكان الأصليين في دستور البلاد، وتأسيس هيئة تقدم المشورة للبرلمان في قضاياهم.
على أكتاف من شيد البيت الأبيض ومن هو أول ساكنيه؟
يحتوي البيت الأبيض على 132 غرفة منها 3 مطابخ منفصلة و25 حماما و16 غرفة للضيوف. وضع حجر أساسه في 13 أكتوبر 1792 وهو يتربع على قطعة أرض بمناظر طبيعية مساحتها 7.2 هكتارات.
إمبراطور مهووس باللغة العربية راقب "الموت" من ثقب برميل!
لهوسه باللغات التي أتقن العديد منها بما فيها العربية، أجرى الإمبراطور الروماني "المقدس"، فريدريك الثاني تجربة على أطفال حديثي الولادة سعيا إلى استعادة اللغة الأولى لغة "آدم".
نصائح للعرب في جلسة سرية: "تذكروا، هذه لعبة أعصاب"!
نقل الصحفي محمد حسنين هيكل نصائح من الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف للعرب تبدو ضرورية حتى الآن منها: "عليكم أن تلعبوا بحذر شديد. تذكروا، هذه لعبة أعصاب".
إشارات من "مخلوق أسطوري مُجنح"!
في تاريخ المراصد الفضائية وهي توجه عيونها وأجهزة التقطاها إلى السماوات البعيدة بحثا بما في ذلك عن إشارات قد تأتي من كائنات عاقلة، سُجلت حادثة مثيرة في مرصد أسترالي.
هل رست سفينة نوح هنا؟.. بعثة روسية تبحث عن الحقيقة
ما الذي دفعهم للصعود إلى قمة جبل "أرارات" الشاهقة في تلك الأيام من شهر أكتوبر 1829؟ وما هي الأخطار التي واجهتهم في هذه المغامرة؟ وما هي منطقة "السرج" التي وجدوها على القمة؟
حريق "عظيم" وراءه "بقرة"!
بدأ حريق شيكاغو العظيم في 8 أكتوبر 1871. حوّل في يومين قسما من المدينة إلى رماد، فيما حامت الشبهات في هذه الكارثة التي تعد بين الأكبر بالولايات المتحدة في القرن 19، حول "بقرة".
التعليقات