مباشر
أين يمكنك متابعتنا

أقسام مهمة

Stories

48 خبر
  • خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا
  • 90 دقيقة
  • خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
  • خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا

    خطة أمريكية للتسوية في أوكرانيا

  • 90 دقيقة

    90 دقيقة

  • خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة

    خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة

  • كأس العرب 2025 في قطر

    كأس العرب 2025 في قطر

  • فيديوهات

    فيديوهات

  • العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

    العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

لونا الأسد وبشار الشبل

بعد أسابيع من انطلاق الانتفاضة الشعبية في عموم سوريا ضد نظام الفساد؛ أوفدتني قناة "روسيا اليوم" للعمل في واشنطن بديلاً عن مراسلتنا ريم أبو حمدية وكانت تتمتع بإجازة أمومة. 

لونا الأسد وبشار الشبل
لونا الأسد وبشار الشبل / RT

كانت الأنظار تتوجه نحو عاصمة القرار الدولي، أو هكذا توصف واشنطن، بينما كانت موسكو الحليف التقليدي للجمهورية العربية السورية منذ وصول البعث إلى السلطة؛ تراقب الوضع دون مؤشرات على نية التدخل. 

إلى موسكو وصل معارضون يساريون ما زالوا يرون في العاصمة الروسية مركزًا أمميًا لدعم حركات التحرر الوطني، وكان فلاديمير بوتين حينها دخل في نزاع مع الغرب حول قيام عالم متعدد الأقطاب دون الحاجة إلى استعادة أجواء الحرب البارزة البائدة، وقد اعتقدت غالبية الروس السعداء بنهاية النظام السوفيتي أنها ولت دون رجعة وأن "الحليف" الأمريكي نزع أنيابه. 

في واشنطن كانت هيلاري كلينتون؛ تطلق تصريحات حذرة حول الأحداث المتصاعدة في سوريا؛ فيما سعى معارضون سوريون جاهدين للقاء شقراء الدبلوماسية الأمريكية المنتشية بسقوط أنظمة وذبح قادتها المصنفين في خانة المتمردين على العم سام. 

نجح عدد من السوريين الأمريكيين، ذوي الأصول السورية وينتمون إلى مختلف فئاته، الحصول على إذن بلقاء الوزيرة؛ والاجتماع معها وخرجوا من اللقاء "دون أن نفهم شيئاً" كما أبلغني حينها أحد المشاركين. 

لم تكن اللغة سبباً في سوء التفاهم، فهم يتقنون الإنكليزية ولكنتها الأمريكية كما اللغة الأم؛ وإنما لأن "العزيزة هيلاري" لم تكن ترغب في أن توحي ولو بالإشارة إلى أن واشنطن معنية بالتغيير في سوريا، وأنها كما موسكو ترى في الانتفاضة الشعبية حدثاً داخلياً. 

أبلغوني أنها وجّهت للمشاركين نصائح على طريقة معلمة الحساب؛ بل إنها اجتمعت بهم لوحدها دون حضور من يسجل محضر اللقاء، واكتفت الشقراء بتسجيل ملاحظاتها أو شيء كهذا على ورقة حتى أن محدثي قال مازحاً: "بس عايزها تكتب الملاحظات بأحمر الشفاه لأنها نست القلم"! 

حينها كتبت في صحيفة "أنباء موسكو"، وكانت تصدر أسبوعياً بنسخة ورقية عن وكالة نوفوستي، مقالاً بعنوان: "توافق روسي أمريكي على دعم بشار الأسد" توصلت خلاله إلى استنتاجات بدلالة التصريحات والمواقف في العاصمتين. 

حينها بدى المقال؛ غراباً أبيض؛ في صحيفة شبه حكومية، لكن الوقائع التالية أثبتت دقة التصويب. 

عملت في العاصمة الأمريكية 77 يوماً، حرصت خلالها على استضافة في استوديو واشنطن طيف واسع من معارضي النظام؛ أتيح لهم طرح وجهات النظر بحرية. 

وبدأت موسكو تفتح أبوابها أمام ممثلي المعارضة السورية من الداخل والخارج، وسعت إلى إيصال وجهة نظر تدعو إلى الإصلاح وتصالح النظام مع الشعب السوري المنتفض على الفساد والاستبداد. 

لم يستخدم الكرملين الملف السوري في المناكفة مع واشنطن، وكانت بدأت تستعيد في خطابها السياسي كل القاموس السيء للحرب الباردة البائدة، بينما وجدت نظرية المؤامرة؛ أرضاً خصبة بين المحللين الروس المؤمنين بطريقة ألكساندر دوغين في تحليل التطورات العالمية. 

رفضت موسكو التدخل العسكري في سوريا مرارًا؛ معلقة الآمال على قدرة "جيش الأسد" في القضاء على التمرد المسلح؛ وتجنبت الدبلوماسية الروسية إطلاق وصف "حرب أهلية" على الأعمال القتاليّة شديدة الوطأة في بلد تحتفظ فيه روسيا منذ الحقبة السوفيتية بورشة تصليح السفن والإمدادات للأسطول الروسي على الساحل السوري. 

لا يتسع المجال للحديث عن المحاولات المتكررة الفاشلة لإقناع الرئيس بوتين إرسال قوات إلى سوريا، إلا أنه حدث التغير المفاجئ في أيلول/ سبتمبر من العام 2015 إثر زيارة غير معلنة أجراها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني؛ قاسم سليماني؛ شرح خلالها على الخارطة للقيادة الروسية تحرك قوى المعارضة المسلحة، مؤكدًا اقترابها من دمشق وأن العاصمة السورية مهددة بالسقوط خلال أسابيع. 

بدأ سلاح الجو الروسي بتوجيه ضربات جوية في الأراضي السورية بتاريخ 30 أيلول/ سبتمبر 2015، بعد طلب الرئيس السوري، ووافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس بوتين استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد. 

جاءت الضربات بعد تزايد الدعم العسكري المعلن لنظام الأسد من قبل موسكو، والإعلان عن تشكيل مركز في بغداد تشارك فيه روسيا وسوريا وإيران والعراق لمحاربة داعش.

بدأت الضربات الروسية على مواقع تابعة لتنظيم الدولة وفقًا لوزارة الدفاع الروسية؛ إلا أن رئيس الائتلاف الوطني السوري حينها خالد خوجة صرح بأن الغارات قتلت مدنيين في مناطق ليست تابعة للتنظيم، كما شكك قادة غربيون في الغارات، وطالبوا روسيا بتوضيح مسبق للأهداف التي تنوي ضربها في سوريا.

من غير المؤكد أن الكرملين كان يعتزم إبقاء القوات الروسية لفترة طويلة في سوريا.

لكن البدء بالحرب أسهل من إنهائها كما يقول الجنرالات الذين عارض بعضهم القرار، لكنهم كانوا خارج الخدمة، موضحين أن التورط في حرب أهلية بمنطقة الرمال المتحركة في الشرق الأوسط لن تخدم مصالح روسيا الاستراتيجية؛ مشددين على أن تجربة حروب المدن المريرة لن تحقق النصر على تمرد مسلح تقوده فصائل مختلطة، بعضها لديه ثارات قديمة وأخرى متجددة مع روسيا. 

لا توجد معلومات رسمية عن حجم القوات الروسية المشاركة في العمليات العسكرية داخل روسيا على مدى تسع سنوات ولا عن حجم الإنفاق؛ لكن الواضح أنه كان كبيراً. 

على مدى سنوات التدخل الروسي، لم تتوقف موسكو عن حض النظام المخلوع على تنفيذ القرار الدولي 2245 ومطالبة جميع الأطراف التوقف فوراً عن شن أي هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث جميع الدول الأعضاء على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار ويطلب من الأمم المتحدة أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية في أوائل كانون الثاني/ يناير 2016.

يتضمن القرار آلية للتفاهم بين النظام والمعارضة وكانت تركيا؛ الدولة التي تأوي أكبر عدد من النازحين السورين وترعى مختلف الفصائل المسلحة؛ تحولت من التشدد مع نظام بشار إلى الرغبة في التفاهم والاستعداد لتصفير الأزمة مع دمشق؛ ولعبت العلاقة المتنامية بين أردوغان وبوتين دوراً ايجابياً في التحول التركي. 

بيد أن رأس النظام واصل العناد ولم يستمع إلى النصائح؛ كما أن طبيب العيون الفاشل لم يقرأ التحولات الدولية بوصول من راهنت موسكو عليه إلى البيت الأبيض ودخول الحرب الأوكرانية محطة نوعية عسكرياً وسياسياً ودولياً. 

بشار الشبل ولونا الأسد؛ وثالثهما كلبهما؛ ظهروا يتجولون في ريف دمشق بسيارة وكأنهما في حديقة حيوان؛ يسخرون من الجنود والضباط وترتفع ضحكاتهم وتعليقاتهم الرخيصة وسط مبان خربة ومواقع سالت فيها أنهار الدماء. 

ينكتون على "السيد" ويطعنون بإيران، ويتحدثون كما الصحف الصفراء عن عمليات تجميل لحليف قرر أن يرفع الغطاء عن نظام متهالك وحقن الدماء في ربع الساعة الأخير من حياة نظام الفساد والاستبداد والصفاقة والرخص. 

سقط الأبله بعد أن أمعن مع أسرته وحاشيته الفاسدة في تدمير أرض السوسن والياسمين و

قتل شعب إذا دخل خرابة عمرها.

سلام مسافر

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

التعليقات

ترامب يعرب عن خيبة أمله لأن زيلينسكي لم يطلع على مقترحه للسلام

من سيدفع التعويض؟ "بوليتيكو" تكشف الدول الضامنة لقرض أوكرانيا من أموال روسيا المجمدة