ظاهرة غامضة.. أنهار ألاسكا تتحول إلى اللون البرتقالي!
في سلسلة جبال بروكس بألاسكا، تشهد الأنهار تحولا مقلقا من صفائها المعتاد إلى حالة عكرة بلون برتقالي.
ويعزو العلماء هذه الظاهرة إلى ذوبان الطبقات الجليدية الدائمة (permafrost) بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما يؤدي إلى تفاعلات كيميائية معقدة تضر بالأسماك وتخل بالتوازن البيئي.
In Alaska’s Salmon River, leached metals have reached levels that are toxic for aquatic life. https://t.co/XM9CgFRbFZ
— News from Science (@NewsfromScience) September 11, 2025
"Truly astounding": rivers in Alaska are turning orange. Some are so bright they're visible from space #pollution #climatechange
— Marc Suzdak (@msuzdak) September 11, 2025
https://t.co/VYHyIabzUC
ومع استمرار ارتفاع حرارة الكوكب، يذوب الجليد الدائم - التربة القطبية المتجمدة التي خزنت المعادن لعصور جيولوجية طويلة. ويتيح هذا الذوبان تسرب الماء والأكسجين إلى الطبقات الصخرية المكشوفة حديثا، ما يحفز تحلل الصخور الغنية بالكبريتيد.

اكتشاف "كنز" من المياة العذبة تحت المحيط الأطلسي
وتنتج هذه العملية حمض الكبريتيك الذي يستخلص معادن طبيعية مثل الحديد والكادميوم والألومنيوم من الصخور إلى المجاري المائية.
وعادة ما ترتبط مثل هذه التغيرات الكيميائية بأنشطة التعدين، لكن المفاجئ هنا هو عدم وجود أي أنشطة بشرية مسببة لهذا التلوث.
ويوضح البروفيسور تيم ليونز، عالم الجيوكيمياء الحيوية بجامعة كاليفورنيا: "ما نراه يشبه تماما تصريفات حمض المناجم، لكن من دون وجود مناجم. إنه ذوبان الجليد الدائم الذي يغير كيمياء البيئة".
ويكشف بحث جديد نشر في دورية Proceedings of the National Academy of Sciences عن خطورة هذا التلوث المتصاعد. ورغم تركيز الدراسة على نهر سلمون، يحذر العلماء من أن تحولات مماثلة تجري في العشرات من الأحواض المائية القطبية الأخرى.
ويصف ديفيد كوبر، العالم المشارك في الدراسة من جامعة كولورادو، هذه التغيرات بأنها "مذهلة حقا"، مستندا إلى خبرة تمتد منذ عام 1976 في منطقة "بروكس رينج".
واكتشف عالم البيئة بادي سوليفان من جامعة ألاسكا هذه التغيرات لأول مرة في 2019 أثناء أبحاثه حول تحرك الغابات القطبية شمالا - وهي ظاهرة أخرى لتغير المناخ. ولاحظ طيار كان ينقله أن نهر سلمون لم يستعد صفاءه بعد ذوبان الجليد وبدا "مثل مياه الصرف الصحي"، ما دفع سوليفان للتعاون مع باحثين آخرين للتحقيق في الأسباب والتداعيات.

انبعاثات الميثان تنخفض في الدول المتقدمة بينما تتضاعف في آسيا وأوقيانوسيا
وأكدت التحليلات العلمية أن ذوبان الجليد الدائم يطلق تفاعلات جيوكيميائية تؤكسد الصخور الغنية بالكبريتيد مثل البيريت، مولدة حموضة عالية ومحررة مجموعة واسعة من المعادن، بما فيها الكادميوم، الذي يتراكم في أعضاء الأسماك وقد ينتقل إلى الحيوانات المفترسة مثل الدببة والطيور.
وفي حين أن تراكيز المعادن الصغيرة قد لا تكون سامة بالضرورة، فإن الدراسة أظهرت تجاوز مستوياتها عتبات السمية التي حددتها وكالة حماية البيئة الأمريكية للحياة المائية. كما أن المياه الغائمة بالحدود تقلل الضوء الواصل إلى قاع النهر وتخنق يرقات الحشرات التي تشكل غذاءً أساسياً لأسماك السلمون وأنواع أخرى من الأسماك.
ورغم أن التركيزات الحالية في أنسجة الأسماك الصالحة للأكل لا تعتبر خطرة على البشر بعد، فإن التغيرات في الأنهار تشكل تهديدات غير مباشرة لكنها جسيمة. فقد تواجه أسماك السلمون Chum salmon، المصدر الغذائي الأساسي للمجتمعات الأصلية، صعوبات في التكاثر بسبب انسداد قيعان الأنهار بالرواسب. كما قد تتأثر أنواع أخرى من الأسماك، ما يؤثر على التوازن البيئي في هذه الأنهار القطبية.

تفتت أكبر جبل جليدي في العالم!
يحذر الباحثون من أن هذه الظاهرة ليست محصورة بنهر سلمون فقط، بل تمتد عبر القطب الشمالي حيث تتوفر الظروف الجيولوجية المناسبة وذوبان الجليد الدائم. وعلى عكس مواقع المناجم التي يمكن احتواء التلوث فيها، فإن هذه المناطق النائية تحتوي على مئات مصادر التلوث المحتملة دون أي بنية تحتية للتخفيف من آثارها.
ويؤكد البروفيسور تيم ليونز أن هذه العملية "لا رجعة فيها بمجرد بدئها"، مشيرا إلى أنها تمثل تحولا بيئيا جديدا تقوده ظاهرة الاحتباس الحراري.
ويختتم ليونز قائلا: "حتى في هذه المناطق البعيدة عن التأثير البشري المباشر، فإن بصمة الاحتباس الحراري واضحة لا لبس فيها. لم يعد هناك مكان بمنأى عن التغير".
المصدر: scitechdaily
إقرأ المزيد
دراسة تحذر: الأنشطة البشرية تضيق أودية عُمان وتهدد أمنها المائي
كشف باحثون أن "الشعبان"، وهي وديان موسمية تعد شريان الحياة للتنوع البيولوجي والمياه في بعض أكثر المناطق جفافا في العالم، تتعرض لتضييق خطير بسبب الأنشطة البشرية.
ذوبان بحيرات القطب الشمالي يزيد من انبعاثات الميثان ويعزز الاحتباس الحراري!
كشفت دراسة مشتركة بين السويد، النرويج، وإسبانيا أن ذوبان بحيرات القطب الشمالي قد يساهم في زيادة انبعاثات غاز الميثان. ونُشرت نتائجها على موقع جامعة أوميو.
صور فضائية تكشف ظهور جزيرة جديدة بالقرب من شبه جزيرة ألاسكا
أظهرت صور فضائية لوكالة ناسا تشكيلا جزريا جديدا قبالة سواحل ألاسكا، ناتج عن ذوبان نهر جليدي متعدد السنوات فصل جبلا صغيرا عن اليابسة.
موسكو تسجل انخفاضا قياسيا في الضغط الجوي منذ 1944
أعلنت الخبيرة في مركز الأرصاد الجوية بموسكو، تاتيانا بوزدنياكوفا، أن العاصمة الروسية سجلت اليوم الاثنين انخفاضا في معدل الضغط الجوي، يعادل الانخفاض القياسي الذي سجل عام 1944.
"أقدم من ستونهنج والأهرامات".. العثور على خنادق دائرية عملاقة في النمسا
عثر علماء الآثار على مجمع ضخم مكوّن من دوائر متعددة متحدّة المركز بالقرب من مدينة رشنيتز في النمسا.
جفاف وفيضانات كارثية تهدد آسيا.. دراسة جديدة تكشف السبب "المفاجئ" وراء ذوبان القطب الثالث
تختفي الأنهار الجليدية عبر مرتفعات آسيا بمعدل ينذر بالخطر، حيث يفقد أكثر من 22 غيغا طن من الجليد سنويا، وهو ما يعادل حجم 9 ملايين حوض سباحة أولمبي.
تعافي طبقة اﻷوزون سيزيد من احترار اﻷرض بحلول عام 2050!
كشفت دراسة حديثة أن تعافي طبقة الأوزون الذي تحقق بعد عقود من الجهود الدولية قد يساهم بشكل غير متوقع في تسريع ظاهرة الاحتباس الحراري.
التعليقات